مونديال 2010 : إسبانيا ضد البرتغال واليابان مع الباراجواي



يحتضن ملعب جرين بوينت بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا اليوم موقعة جديدة من سلسلة مباريات إسبانيا والبرتغال، التي خلقت بين الطرفين ما هو أشبه بـ"عداوة كروية" بين شقيقتي شبه الجزيرة الإيبيرية. وتعود العلاقة الكروية والتنافس الكبير بين إسبانيا 
والبرتغال إلى حقبة العشرينات من القرن الماضي حينما كانت كرة القدم لا تزال بعيدة عن المفهوم الاحترافي.

وكان المنتخب البرتغالي في تلك الفترة قلّما يخرج من شبه الجزيرة الإيبيرية وكان الماتادور دائم الزيارة لجارته التي واجهها لأول مرة بمدريد في 18 نوفمبر 1921 في مباراة انتهت بنتيجة 3-1 لصالح الإسبان.

وتواجه المنتخبان خلال عقد العشرينات سبع مرات، كان النصر حليفا لإسبانيا في ست منها في حين انتهى اللقاء المتبقي بالتعادل. وفازت البرتغال أول مرة على إسبانيا في 27 نوفمبر 1937 تحت قيادة كانديدو أوليفيرا بنتيجة 2-1، حيث كان هذا اللقاء رقم 12 بين الفريقين.

وواجهت إسبانيا البرتغال في 35 مباراة حققت الفوز في 16 وانهزمت في سبع، بينما هيمن التعادل على 12 مباراة بينهما، أغلبها كانت ودية.

وتعد المباراة التي ستجرى بين الفريقين اليوم الثلاثاء الأولى لهما في المونديال.
ولن تنسى البرتغال كيف حرمتها إسبانيا من التأهل لمونديال إيطاليا 1934 بعدما نجحت في الفوز عليها مرتين الأولى بنتيجة مدوية 9-0 والأخرى أكثر رحمة 2-1.

كما تواجه "الإخوة الأعداء" بشبه جزيرة إيبيريا في تصفيات مونديال 1950 حيث واصلت إسبانيا تفوقها بهزيمة "البحارة" بنتيجة 5-1 قبل تعادلهما بنتيجة 2-2.
ولم يلعب الفريقان قط في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، وإن كانا تواجها في البطولة عام 1984 حينما تشاركا المجموعة وصعدا معا إلى الدور التالي كأول وثان.

ونجحت فرنسا خلال هذه البطولة في إقصاء البرتغال من الدور قبل النهائي لتصعد للنهائي وتفوز باللقب على حساب إسبانيا.

وبعد 20 عاما أقيمت آخر مباراة بين الفريقين في ملعب خوسيه ألفالادي بالعاصمة لشبونة، وهي المباراة التي كانت ستحدد هوية المتأهلين للدور الثاني في يورو 2004 التي استضافتها البرتغال. وكان يكفي التعادل إسبانيا في تلك المباراة لضمان الصعود إلا أن نونو جوميش سجل هدفا "ق57" ليصعد بالبرتغال إلى دور الثمانية وسط حالة فرح جنونية بين جماهيرها.

وكان هذا الفوز حينها الأول للبرتغال على إسبانيا منذ 23 عاما، بعد المباراة الودية التي أجريت بين الفريقين في 1981 وانتهت بإغراق البحارة للماتادور بهدفين دون رد.
وقال مدرب المنتخب البرتغالي، كارلوس كيروش، السبت إن مباراة ثمن نهائي مونديال 2010 المصيرية أمام إسبانيا يتقاسم كلا المنتخبين الحظوظ فيها بنسبة 50%.

وأبرز كيروش "إنهما منتخبان كبيران ويتقاسمان الحظوظ في التأهل لربع النهائي. البرتغال وإسبانيا كلاهما لديهما الطموح والامكانيات للفوز".
ووصف المدرب المباراة بأنها ستكون "مثيرة للغاية وعصيبة، لأن اللاعبين يدركون أنه لا مجال للخطأ، ومن يخطىء يعد إلى منزله".

وأعرب عن إعجابه الشديد بالمدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، وابرز أسلوب اللعب الذي يقدمه الماتادور في مبارياته.

وقال "إنهم يلعبون كرة قدم إيجابية، تعتمد على الأسلوب الفني الراقي في قطع الكرات وفي الهجوم وفي الوسط. وهذه هي كرة القدم التي ينبغي أن يلعبها الجميع، لأن الفريق الجيد هو من يستطيع التحكم في أداءه الهجومي والدفاعي الجيد".

وأعرب المدرب السابق لريال مدريد عن اقتناعه بأنه رغم الفريق الرائع الذي تمتلكه إسبانيا "إلا أن الاداء الأفضل للبرتغال سيظهر في المباريات المقبلة".

وعن رغبة كريستيانو في عدم اللعب منفردا في الهجوم، أشار كيروش إلى أن الجميع عليه تنفيذ تعليماته داخل الملعب، وأن يبذل أقصى جهده داخل المستطيل الأخضر مثل باقي اللاعبين، و"إذا تحتم عليه اللعب كحارس مرمى سيفعل".

وتأتي المواجهة المنتظرة بين إسبانيا والبرتغال بعد احتلال الأولى قمة المجموعة الثامنة، والثانية لمركز الوصيف في المجموعة السابعة بالمونديال.

ويبدو أن مباراة دور الـ16 بين باراجواي واليابان قد تسببت في تنشيط الحركة مدينة "بولوكوين" الهادئة. وشهد المران الثاني للمنتخب البارجوائي احتشاد أكثر من 30 ممثلا عن وسائل الإعلام اليابانية والذين طلبوا متابعة مران منتخب باراجواي الذي سيواجه نظيره الياباني اليوم. ولاحظ القائمون على ملعب مايكل هاوس حيث يتدرب منتخب باراجواي، محاولات عديدة من قبل الحضور والصحفيين لتسجيل طريقة مران ولعب منتخب باراجواي.

وإزاء وجود عدد هائل من الصحفيين اليابانيين حيث وصل عددهم إلى 30 صحفيا بالإضافة إلى صحفي ألماني وآخر إنجليزي، قرر مدرب باراجواي الأرجنتيني جيراردو مارتينو إلغاء الفترة المفتوحة من المران المقدرة بربع ساعة والمسموح خلالها بوجود الصحفيين والجمهور وإلقاء الأسئلة، مفضلاأن يتدرب الفريق دون دخول عدسات المصورين أو دخول المتطفلين حتى موعد إجراء المباراة.

وكان المنتخب الياباني قد تأهل لدور الـ16 بعد أن انتزع المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد ست نقاط بعد فوزه على الكاميرون 1-0 والدنمارك 3-1 والهزيمة من هولندا متصدرة المجموعة 0-1 ليلتقي مع منتخب باراجواي في الدور الثاني. فيما تعادلت باراجواي سلبيا مع نيوزيلاندا وأمام إيطاليا وفازت على سلوفاكيا بهدفين، لتحتل المركز الاول بالمجموعة السادسة.

وحذر تاكاشي أوكادا المدير الفني للمنتخب الياباني من القوة الدفاعية التي يتمتع بها منتخب باراجواي الذي سيواجهه بعد ظهر اليوم في الدور الـ16 من كأس العالم 2010.
وقال أوكادا في تصريحات للصحافة بخصوص اللقاء: "باراجواي فريق قوي جدا ويعرف جيدا كيفية توظيف أسلحته في أرض الملعب ويتميز بدفاعه الصلب".

ويعد أوكادا مقتنعا هو ولاعبوه بضرورة تغيير طريقة لعبهم أمام باراجواي لتميل إلى الدفاع أكثر مع الاستغلال الأمثل للهجمات المرتدة.

وتألق المنتخب الياباني في الدور الأول واستطاع أن يحرز فوزين أمام الكاميرون والدنمارك بينما هزم أمام هولندا ليصعد بست نقاط إلى دور الـ16 في المرتبة الثانية من المجموعة الخامسة. وبهذا يكون محاربو الساموراي قد ساروا على خطى مونديال 2002 الذي استضافوه مع كوريا الجنوبية وتأهلوا لدور الـ16 من خلاله، ولكن الفارق أنهم خارج أرضهم هذه المرّة.