تظهر حورية البحر في كثير من الأفلام السينمائية وافلام الكرتون التي تنتجها اشهر
شركات الإنتاج السينمائي كل عام , فما اصل هذا الكائن الأسطوري وما هو تاريخه وكيف تطورت شخصية حورية البحر وهل كانت في البداية عنوان للخير والبراءة والجمال كما تصور حاليا ام انها كانت على عكس ذلك , مما لاشك فيه ان حوريات البحر لم تصل الى شهرة بعض الكائنات الأسطورية التي ظهرت على مر العصور ولكنها حظيت باهتمام مناسب من البحارة والصيادين في كثير من بحار العالم وفي عدة مناسبات ظهرت ادعاءات برؤية تلك الكائنات بل وإقامة علاقات معها.
شركات الإنتاج السينمائي كل عام , فما اصل هذا الكائن الأسطوري وما هو تاريخه وكيف تطورت شخصية حورية البحر وهل كانت في البداية عنوان للخير والبراءة والجمال كما تصور حاليا ام انها كانت على عكس ذلك , مما لاشك فيه ان حوريات البحر لم تصل الى شهرة بعض الكائنات الأسطورية التي ظهرت على مر العصور ولكنها حظيت باهتمام مناسب من البحارة والصيادين في كثير من بحار العالم وفي عدة مناسبات ظهرت ادعاءات برؤية تلك الكائنات بل وإقامة علاقات معها.
ما هي حورية البحر وما اصلها وهل هي كائن يحب الخير ام الشر
الحورية هي كائن اسطوري غاية في الجمال ورد ذكره للمرة الأولى في الحضارة الاغريقية ككائن مساعد للإلهة , وقد اعتبرت هذه الكائنات الأسطورية تجسيدا لأرواح بعض الجمادات مثل المباني والأشجار المعمرة , وكان منها الذكر والانثى كما انها لم تكن خالدة وكان ينتهي وجودها على الأرض حسب الاساطير الاغريقية بتدمير الصرح الذي تمثله او بقطع الشجرة التي تجسد روحها ان كانت مقترنة بروح الشجرة, وقد تحدثت الاساطير اليونانية عن وجود عدة أنواع من الحوريات منها ما كان يعيش في البحر ومنها ما كان يعيش في أعالي البحار وبعضها كان مجنحا .
الحورية البحرية هي نوع من أنواع الحوريات كانت تعيش في البحار وهي على هيئة نصف انسان ونصف سمكة بحيث يمتلك نصفها العلوي مقومات الانسان الكاملة بينما يتكون نصها السفلي من ذيل سمكة مغطى بالحراشف ولها زعانف تساعدها على السباحة والغوص كما انها قادرة على العيش والتنفس تحت الماء بكل سهولة .
ورد ذكر حوريات البحر في الادب العربي باسم ابنة البحر او عروسة البحر او ابنة الماء او خيلان وكل هذه المسميات هي لكائن بحري يكون في الغالب انثى يكون نصفها العلوي انساني بينما تمتلك ذيلة سمكة غاية في الجمال , وقد ذكرت ابنة البحر في روايات الف ليلة وليلة الأسطورية .
قصص ظهرت فيها حوريات البحر قديما وحديثا
قصص ظهرت فيها حوريات البحر قديما وحديثا
مما لا شك فيه ان اول حورية بحر تم الحديث عنها كانت في الحضارة الاغريقية , فقد كانت الحوريات بكافة اشكالها سواء كانت بحرية او برية من الكائنات التي يرد ذكرها كثيرا في الاساطير اليونانية القديمة , وقد اعتبرت الحوريات مساعدات للآلهة كما انهن لم تكن خالدات كما الالهة .
ظهور الحورية لم يقتصر على حضارة الاغريق فهناك قصة عن الهة اشورية تدعى اتاجاريس وقعت في حب انسان لكنها قتلته عن طريق الخطأ وعقابا لنفسها قررت ان تتحول الى سمكة لكن هذا التحول لم يكن كاملا فبقي نصفها العلوي ادمي بينما تحول الجزء السفلي الى ذيل سمكة .
الفراعنة وغيرهم من الأمم تركوا خلفهم كثير من الاثار التي توضح اعتقادهم بوجود حورية البحر او الانسان السمكة فقد وجدت رسومات فرعونية لحوريات البحر كما وجدت بعض المنحوتات المصنوعة من البرونز في بلاد الشام والعراق لحورية البحر وقد تم تقدير عمر بعض هذه المنحوتات بأكثر من ثلاثة الاف عام .
الفراعنة وغيرهم من الأمم تركوا خلفهم كثير من الاثار التي توضح اعتقادهم بوجود حورية البحر او الانسان السمكة فقد وجدت رسومات فرعونية لحوريات البحر كما وجدت بعض المنحوتات المصنوعة من البرونز في بلاد الشام والعراق لحورية البحر وقد تم تقدير عمر بعض هذه المنحوتات بأكثر من ثلاثة الاف عام .
في بعض الثقافات الأوروبية القديمة روايات وقصص شعبية عن حورية بحر شريرة تقوم بالتحايل على البحارة ثم تختطفهم وتظهر على حقيقتها كوحش بشع كما يرد في بعض القصص الشعبية الإيطالية وكذلك في بعض القصص الإنجليزية اما في القصة الشعبية الفرنسية فإن صياد فرنسي قد اصطاد حورية بحر بشباكه في بدايات القرن العشرين ونظرا لجمالها فقد تزوج بها واخفاها عن عيون الناس وانجب منها سبعة أبناء لكن غيرته الشديدة عليها وخوفه من ان يستولي عليها صياد غيره دفعته الى قتلها واخفاء جثتها وبالطبع لم يستطع احد العثور على الجثة كما لم تذكر القصة شكل الأبناء وهل فيهم من يحمل صفات امه ام لا .
هناك قصة عن فتاة تدعى سيرينا كانت تعيش مع أمها في جزيرة غوام التي تقع قبالة السواحل الاسترالية في منتصف القرن السادس عشر , وتقول القصة الشعبية في تلك الجزيرة ان سرينا تحولت الى حورية بعد ان القيت عليها لعنة من قبل أمها لأنها كانت تقضي وقتها في اللعب وترفض مساعدة أمها في اعمال المنزل اليومية , ويعتقد السكان ان منزل سيرينا ما يزال موجودا على ضفاف احد الأنهار في الجزيرة وهو على حاله كما كان عندما حدثت هذه القصة الغريبة.
القصص التي تتحدث عن العثور على حورية البحر لم تقتصر على زمن بحد ذاته فحتى في الالفية الثالثة ورد ذكر حورية البحر ولكن القصص هذه المرة كانت مدعمة بالصور التي لم يستطع احد التحقق من صحتها ففي عام 2006 تم نشر صور لجثة كائن حي يشبه حورية البحر الى حد بعيد وقد ادعى ناشروا هذه الصور ان جثة الكائن وجدت على احدى الجزر الماليزية لكن لم يتم التأكد من حقيقة هذه الصور او معاينة الجثة من قبل علماء متخصصين في هذا المجال وبقيت مجرد صور تعرض على مواقع الانترنت , وبنفس الطريقة ظهرت صور لحورية بحر في جزيرة شيناي الصينية عام 2008 وفي نفس الجزيرة تم العثور على احفورة قيل انها تعود لحورية البحر
فرضيات وضعت للوصول الى حقيقة حوريات البحر
فرضيات وضعت للوصول الى حقيقة حوريات البحر
الفرضية القديمة والتي خرجت بالكامل من عالم الخيال الاغريقي والتي تقول ان الحوريات مساعدات للإلهة لا يمكن تصديقها بأي حال من الأحوال كذلك قصة اللعنات التي يلقيها بعض البشر او السحرة على اشخاص والتي قد تودي بهم لأن يصبحوا حوريات بحرية هي أيضا محض خيال لم تثبت صحته اما الفرضيات الأقرب الى الواقع فهي نوعين الأول تلك الفرضيات التي تربط بين تطور الكائنات البحرية والانسان حيث يعتقد العلماء المناصرون لهذه الفرضية ان هناك كائن وسيط بين الانسان وبعض الكائنات البحرية ويمكن انه وجد منذ الاف السنين ثم انقرض بفعل التطور وهو ما جعل القدماء يصورون وجود هذا الكائن في معابدهم ويعتبرونه جزء من عقائدهم , لكن نظرية التطور بكاملها هي مثار جدل بين العلماء منذ ان تحدث عنها مبتدعوها الأوائل .
النوع الثاني من الفرضيات يربط بين خيال البحارة الذين كانوا يمضون عدة اشهر في البحر بعيدا عن اليابسة وبين بعض الكائنات الحية الشبيه بالإنسان مثل الفقمات الدلافين , ويبدو ان حرمان الرجال لعدة اشهر من مرافقة النساء فقد بنو في خيالاتهم صورا وقصصا لنساء جميلات وقد وجدوا في حوريات البحر ضالتهم .
يبدو ان خيال البحارة وهواة الغرائب والعجائب هو ما جعل حوريات البحر تعيش الى يومنا هذا بحيث ما زلنا نسمع بقصص الحوريات الغامضة ونرى صورا غريبة تقدم دليلا مزعوما على وجود اما جثث او هياكل عظمية لحوريات يدعي أصحابها انهم وجدوها مرمية على الشاطئ ويبدو ان ما ألهم الاغريق لابتداع شخصية النساء الجميلات المساعدات للآلهة ليس نفس السبب الذي يجعل مجموعة من الأشخاص يصدقون ان هناك امرأة بذيل سمكة او مجموعة من هذه الكائنات تعيش في مكان ما من هذا العالم وان لم يستطيعوا الى اليوم اثبات صحة ادعاءاتهم حتى تلك المدعمة بالصور واشرطة الفيديو, فكل من يعتقد بوجود الحوريات اليوم بالتأكيد لا يؤمن بوجود الهة الاغريق انما يعتقد ان هذه كائنات بحرية عاشت متخفية عن اعين البشر لعشرات الاف السنين ويظهر بعضها في كل عصر نتيجة وصول البشر الى مواطن عيشها في بعض البحار او يقذف البحر جثث الكائنات النافقة منها وكل ذلك مجرد خيالات واوهام لم يستطع أنصارها اثبات صحتها الى الان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يسرنا