الجزائر تصاب بالجنون حسب حفيظ دراجي

حفيظ دراجي
ما شاهدته وسمعته في كران مونتانا بسويسرا مقر تربص المنتخب الجزائري من جنون داخل المجموعة وحول المنتخب يثيرني مرة أخرى لتكرار الحديث مجددا عن هذا التجاوب الجماهيري لجاليتنا مع المنتخب وتعلقها به ، والضغط الذي تمارسه على المنتخب ومحيطه . جنون الجماهير ورغم تفهمنا له وضرورة تثمينه وتوظيفه إلا أنه فاق كل التصورات وقد يؤثر على تركيز اللاعبين والطاقم الفني خلال التحضيرات وأثناء المباريات ، لأنها هذه الجماهير من جاليتنا المقيمة في الخارج من الجيل الجديد ليست متعودة على التعامل مع مثل هذه الأمور ، ولاعبونا بدورهم لم يتعودوا على هذه النجومية والأضواء المسلطة عليهم في كل مكان وكل وقت . جنون التعلق بالوطن وحب المنتخب عند جاليتنا واعتزازهم بوجودهم مع الكبار في جنوب إفريقيا أفقدهم صوابهم وجعلهم يبيتون الليالي خارج فندق الخضر من أجل الحصول على أوتوغراف والتقاط صورة مع أحد اللاعبين ، وكاد ينعكس سلبا على تركيز اللاعبين لولا تدارك رئيس الاتحادية الأمر باتخاذه مجموعة من الإجراءات، ودعوة اللاعبين إلى المزيد من التركيز والتضحية بالجهد والوقت من أجل تشريف الوطن . جنون من نوع أخر ذالك الذي أعرفه وأريد نقله للقارئ الكريم حول مستوى الاحتراف في التفكير والتسيير الذي وصلت إليه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي وصلت من حيث الدقة في التنظيم وتوفير الإمكانيات وشروط النجاح إلى تفاصيل التفاصيل أثناء التربص وعند التنقل إلى ايرلندا والعودة إلى باريس ثم تربص نيورمبرغ والتنقل إلى جنوب إفريقيا .

 
حتى العودة إلى أرض الوطن تم التخطيط لها مع الأخذ بعين الاعتبار كل الاحتمالات بما في ذلك إذا وصلنا إلى المباراة النهائية ، أوخرجنا من الدور الأول . الفاف ستوفر للمنتخب الطائرات والمروحيات الحافلات والسيارات والفنادق الراقية بأسعار لامثيل لها لأن الأمر يتعلق بالجزائر التي صار يعرض عليها الجميع خدماته لأنهم يدركون معني الاستثمار والتوظيف والاستغلال الأمثل، والفاف وفرت فريقا طبيا من الطراز العالي بوسائل طبية لم يعهدها اللاعبون حتى في نواديهم المحترفة ، ووفرت لهم أجواء وظروف تحضير لامثيل لها .
 
لاأريد أن أدخل في التفاصيل المتعلقة بالتنقلات والتدريبات والإمكانيات اللوجيستية الضرورية ، ولكنني أصف هذا الذي يحدث بالجنون حتى على مستوى اللاعبين الذين تجاوبوا وتفهموا وأدركوا قيمة ماهم فيه ، وما ينتظرهم في جنوب إفريقيا ومابعد جنوب إفريقيا لأن جنون الفاف أوصلها إلى التفكير في تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم المقبلة بقيادة مراد مغني الذي بكى عندما أخبره الطاقم الفني بقراره وبكى معه راوراوة وأبكانا كلنا، لأن الولد معدنه من الذهب الخالص وبذل كل الجهد لكي يكون في الموعد ويحب هذا الوطن الغالي مثلنا وأكثر، وهذا جنون من نوع أخر في التعامل مع كل الظروف .. جنون الجماهير والفاف واللاعبين هو جنون فيه خليط من العقل والحكمة والتهور والمغامرة ولكنه يجتمع كله في حب هذا الوطن والمنتخب والرغبة في إثبات الذات وتحقيق المعجزات ، وهذه هي الجزائر التي نفتخر ونعتز بها ، والجزائر التي نطمح إليها ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يسرنا