مشاكل هذه الدنيا الدنية لا تمنح لأحدهم الحق في الاقدام على الانتحار و الموت بارادته ، مهما كانت عويصة و شائكة و معدومة الحل
الدين الاسلامي جد متشدد في هذه المسألة فقد إعتبر الموت قرارا إلهيا محضا و ليس إنسانيا وعد الانتحار من الكبائر العظام التي توعد الله صاحبها بالخلود في النار.
قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً و ظلما فسوف نصليه نارا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً- النساء 29 و 30
وقال سبحانه و تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة - رواه البخاري ومسلم
وفي الصحيحين عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمدًا فهو كما قال، ومن قتل بحديدة عذب بها في نار جهنم "
هذه المقدمة راودتني و أنا أطالع باستغراب الخبر التالي من عاصمة بلجيكا بروكسل :
أعلن زوجان بلجيكيان عجوزان أنهما يخططان لأن يموتا معا ليكونا أول زوجين في العالم يختاران أن يفارقا الحياة معا ما يعرف باسم "الموت الرحيم".
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" أن قرار الزوجين فرانسيس (89 عاما) وآن (86 عاما) جاء رغم أن أيا منهما لا يعاني من مرض خطير. إلا أن الزوجين يخافان من الشعور بالوحدة إذا توفي أحدهما قبل الآخر
والغريب في الأمرأن قرار العجوزين حظي بدعم أبنائهم الثلاثة البالغين الذين يخشون أن يكونوا عاجزين عن العناية بأحد الوالدين إذا توفي الآخر.
ويتلقى الزوجان، وهما من بروكسل، علاجا طبيا منتظما من جراء إصابتهما بأمراض مرتبطة بالتقدم في السن.
ويتناول فرانسيس علاجا من جراء الإصابة بسرطان البروستات منذ 20 عاما ولا يستطيع أن يقضي يوما دون تناول مادة المورفين. أما آن، فهي صماء ومصابة بالعمى جزئيا.
ويخرج العجوزان دائما للتسوق معا لأنهما يخشيان ألا يعود أحدهما إن خرج وحيدا من البيت.
وقد ارتأى الزوجان أن الحياة في دار رعاية ليست خيارا بسبب خوفهما من البقاء طريحي الفراش دون قوة على الإصرار على القتل الرحيم.