جازية حداد مصارعة الجيدو الجزائرية تواجه الاسرائلية جيلي كوهن و تنهزم أمامها




فاجأت المصارعة الجزائرية‮ "‬جازية حداد‮"‬،‮ ‬الجزائريين والجزائريات،‮ ‬والعالم بأسره،‮ ‬

عندما واجهت في‮ ‬منافسة‮ ‬غير معترف بها،‮ ‬مصارعة إسرائيلية‮. ‬ولا أحد فهم لماذا قامت‮ "‬جازية‮" ‬ومدربوها ورئيس الوفد المسافر إلى أبو ظبي‮ ‬بهذا التلطيخ لسمعة الجزائر،‮ ‬بعد أن هلّل العالم لموقف زميلها في‮ ‬لعبة كرة القدم‮ ‬ياسين براهيمي،‮ ‬الذي‮ ‬بذل كل ما في‮ ‬وسعه لأجل أن‮ ‬يتفادى‮ "‬سفرية‮" ‬إلى تل أبيب في‮ ‬لعبة شعبية،‮ ‬يشاهدها الملايير من البشر،‮ ‬ومن لاعب قد‮ ‬يصبح أحد نجوم العالم في‮ ‬القريب العاجل،‮ ‬إن لم‮ ‬يكن حاليا قد بلغ‮ ‬هذا المستوى العالي‮.‬

قد تكون‮ "‬جازية‮" ‬ضحية خوف من العقاب،‮ ‬في‮ ‬لعبة حققت للجزائر في‮ ‬تاريخها ميداليتين،‮ ‬إحداها برونزية وأخرى فضية في‮ ‬الألعاب الأولمبية وربما هي‮ ‬من الحالمات بمثل هذه التتويجات،‮ ‬وقد تكون تلقت أمرا أو ضوءا أخضر من سلطة ما،‮ ‬لأجل أن تنافس المصارعة الصهيونية‮ "‬كوهين جيلي‮" ‬من دون أن‮ ‬يعلم أحد،‮ ‬ولكنها ربما لا تعلم،‮ ‬بأنها قد تلقت أولى التبريكات من الصحافة الصهيونية،‮ ‬التي‮ ‬أبهجها أن تلتقي‮ ‬مصارعة جزائرية بـ"زميلتها‮" ‬الصهيونية في‮ ‬لعبة مليئة بالتحيات وبالقبلات وبالاحتكاك بما‮ ‬يشبه رقصة‮ "‬السلو‮" ‬الرومانسية‮.‬

ولا نفهم كيف‮ ‬يتلقى جزائري‮ ‬الإشادة من الكيان الصهيوني،‮ ‬ولا‮ ‬يلقى العتاب ولا نقول العقاب من السلطة في‮ ‬الجزائر،‮ ‬فقد بذل الجزائريون على مدار أكثر من نصف قرن،‮ ‬جهودا كبيرة لأجل أن‮ ‬يمنعوا المغني‮ "‬أنريكو ماسياس‮" ‬من زيارة الجزائر،‮ ‬بالرغم من أنه جعلها ملحمة‮ ‬غنائية وملهمته الموسيقية،‮ ‬بسبب علاقاته الوطيدة مع الصهاينة،‮ ‬وبذل اللاعب‮ ‬ياسين براهيمي‮ ‬بعد أن واجه الصهاينة كرويا في‮ ‬البرتغال،‮ ‬الكثير من الجهد ومن التمثيليات لأجل أن لا‮ ‬يلطخ جواز سفره الجزائري‮ ‬بالختم الصهيوني،‮ ‬لتأتي‮ ‬الشابة‮ "‬جازية‮" ‬التي‮ ‬لا نعلم لها رتبة رياضية أو تتويجا رسميا ضمن المصارعات الجزائريات،‮ ‬لتتبادل السلام والمنافسة مع مصارعة إسرائيلية،‮ ‬تم تقديمها على أنها تمثل‮ "‬بلدا‮" ‬لا‮ ‬يعترف به أي‮ ‬جزائري‮.‬

في‮ ‬الألعاب الأولمبية التي‮ ‬جرت في‮ ‬أثينا عام‮ ‬2004‮ ‬والتي‮ ‬خرجت منها الجزائر وإسرائيل صفر الميداليات،‮ ‬أوقعت القرعة مصارعا إيرانيا‮ ‬يدعى‮ "‬آراش مير إسماعيل‮" ‬في‮ ‬مواجهة مصارع إسرائيلي‮ ‬في‮ ‬الدور الأول،‮ ‬وكان حينها المصارع الإيراني‮ "‬مير‮" ‬بطلا عالميا في‮ ‬وزن‮ ‬66‮ ‬كلغ،‮ ‬ومرشحا أول لتتويج بالذهبية،‮ ‬ومع ذلك انسحب وقال للصحافيين إنه‮ ‬يرفض ذهب العالم،‮ ‬مقابل مصافحة إسرائيلي،‮ ‬ليتحوّل هذا البطل العالمي‮ ‬إلى بطل حقيقي‮ ‬وخالد في‮ ‬قلوب كل الفلسطينيين،‮ ‬وتم تكريمه في‮ ‬غزة،‮ ‬وفي‮ ‬كل بلاد العالم،‮ ‬وأكيد أن جازية التي‮ ‬لن تحقق لنا ميدالية في‮ ‬الألعاب الأولمبية القادمة في‮ ‬البرازيل،‮ ‬لو اختارت الانسحاب لتلقت الإشادة من كل الناس،‮ ‬بما فيهم منظمو هذه الدورة الرياضية،‮ ‬فضلا عن كون جازية التي‮ ‬تبادلت الأحضان والتحيات،‮ ‬خسرت منازلتها مع الصهيونية التي‮ ‬تنتمي‮ ‬لكيان،‮ ‬لم‮ ‬يسبق له أن أحرز لقبا أو ميدالية في‮ ‬المصارعة،‮ ‬ولكنه في‮ ‬كل صراعاته مع العرب والمسلمين‮ ‬يفوز بحركة‮ "‬إيبون‮".‬

عبد الناصر