كريم بن زيمة من الذي ابتز الآخر ؟

لا يمكن أن ندافع عن اللاعب "الفرنسي" كريم بن زيمة " وهو متهم بإقحام نفسه في قضية دنيئة أخلاقيا، 
وحتى لو كان في وضع البريء، فالرجل ارتضى لنفسه أن يكون فرنسيا، ورضيت عائلته بخياره، فعليه أن يبحث عن محام أو محامين من "الجلدة" التي أرادها لنفسه.

ولكننا سنأخذ ما يعنينا كجزائريين من شقّ هذه القضية التي لا تهمنا سوى إعلامي، كون "اللاعب" نجما في أكبر ناد كروي في العالم، ونتساءل لماذا تم وضع اللاعب الفرنسي "فالبوينا"، في وضع البريء، الذي عاش لحظات حميمية وشاذة يراها الفرنسيون ضمن الحريات الشخصية، وهذا من "حقهم"، وتم إحاطته بأسماء متهمة، غالبيتها عربية والبقية إفريقية، وإقحام حكايات قديمة في القضية، تورّطت فيها شابة تدعى زهية، ولاعبان يدعيان حاتم بن عرفة وسمير ناصري، عمرها أكثر من خمس سنوات، طُويت صفحتها إعلاميا وقضائيا، ولكن الإعلام الفرنسي يريد أن ينقشها في ذاكرة الفرنسيين، والجزائريين بالخصوص، الذين يعيشون في فرنسا بمن فيهم المتجنّسون؟

ستحتضن فرنسا في الصائفة القادمة كأس أمم أوروبا، وستجد نفسها مستقبلة لدولتي ألبانيا وتركيا المتأهلتين لهاته المنافسة "الغربية جغرافيا"، مع إمكانية أن تلتحق بهما البوسنة المتأهلة لمباراة السد الأخيرة، وهو رقم من المسلمين، لم يسبق وأن بلغته دورة كروية أوروبية أو عالمية في تاريخها، وستجد نفسها في عزّ صعود "الجبهة الوطنية"، و"جهورية" صوت زعيمة الجبهة مارين لوبين، مجبرة على تقديم أيضا منتخب كروي لا يشمئز من النظر إليه ،وسماع أسماء لاعبيه، الزعيم التاريخي للجبهة الوطنية جون ماري لوبان، الذي قال في عام 1998، عندما توجت فرنسا بكأس العالم، بأنه أتعس إنسان في العالم، والمنتخب الذي فاز بالبطولة لا يعنيه، ولا علاقة له بفرنسا.

ويعلم نبيل فقير الذي لم "ينعم" بعد بالنشيد الفرنسي، والعلم الفرنسي، بأن إصابته التي من المفروض أنها ستحرمه من المشاركة في كأس أمم أوروبا في فرنسا، قد أبهجت الكثير من الفرنسيين، ويعلم كريم بن زيمة بأن الزجّ به في الحبس الاحتياطي، أسعد أيضا الكثير من الفرنسيين، الذين لا يريدون خروجه من السجن، أو أن يكون فرنسيا، وهو فعلا لا يمكنه أن يكون فرنسيا، حتى ولو أراد، على حد تعبير الشيخ عبد الحميد بن باديس.

لاعب ريال مدريد كريم بن زيمة متهم بقضية ابتزاز ضحيتها لاعب فرنسي، في قضية لن يقل السجن بالنسبة للذي يثبت تورطه فيها عن الخمس سنوات، لكن الابتزاز الحقيقي الذي يمارس على كل من يمتلك جذعا جزائريا في فرنسا، لا عقاب له، والطامة الكبرى أن هذا الابتزاز لا يمارس على الأفراد من الذين ارتضوا بأن يكونوا فرنسيين، ويذوبون في المجتمع الفرنسي، وإنما ضد وطن جزائري يراد له أن يُقحم في كل ما هو سيئ في الحياة، من تخلف وإرهاب، وحتى فضائح أخلاقية. 

عبد الناصر