اختبار صعب



بقلم : حمرالعين فاطمة

اليوم الخميس 28 فيفري 2008..استغربت حينما دخلت القسم ووجدت ما يقارب
الأربعين تلميذا من غير تفويج وتحت حراستي وحدي..اعتقدت لوهلة أنها المهمة المستحيلة ..فلا يمكن أن أسيطر لوحدي على هذا الكم الهائل من التلاميذ في اختبار التربية التشكيلية 
..هل تعرفون ماذا يعني اختبار خاص مثل هذا ؟ انه يعني باختصار الفوضى ولو نسبيا نظرا للحاجات الخاصة للمتعلم ..
مثل حاجته الى الماء، الغواش والأواني والأسوء من هذا الرغبة في التواصل بالاضافة الى الحوادث الجانبية التي تجعل القسم في حالة يرثى لها مثل انسكاب الماء على المنضدة أو على البلاط أو ورقة الاختبار الخ ... والاستعارة طيلة مدة الاختبار وهي ساعة ونصف.. أحيانا يستعيرون حتى المبراة والقلم والغواش الأبيض والماء وووو بالرغم من أن أستاذ المادة يطلب دائما من تلاميذه احضار جميع الأدوات التي يحتاجونها خلال الاختبار فلا حياة لمن تنادي فهناك دائما طرشان في الصف وهذا في جميع المواد ..

في اختبار الرياضيات استعار جميع التلاميد كل دوره مدورطيلة ساعتين ...وتخوفت فعلا فلم يكن في الحسبان استضافة صف 4م1 كله في قسم لأن هذا سيضر بمصداقية الاختبار نظرا لحدوث التواصل بين عموم التلاميذ صحيح أن هذا التواصل مبرر أحيانا لكن هناك دائما من يصطاد في الماء العكر..



وقد ضبطت تلميذا جالسا على كراس المادة ونظرا لثبوت الغش وبالدليل القطعي فقد قررت أن أحرمه من علامة الوضعيات البسيطة وقد ترجاني فيما بعد أن لا أفعل لكنني لن أتراجع وسأوقع به هذه العقوبة حتى يكون عبرة لمن يعتبر وخصوصا حتى لا يعيد الكرة مستقبلا ويعتمد على الرزق الحلال وان قل ..

فالنجاح المسروق طعمه مر وتظل مرارته مترسبة في قعر الروح أمدا طويلا ..
وفي نهاية المطاف دق الجرس ولأن تلصيق ورقة الرسم بورقة الاختبار بواسطة مشبوك أمر يستغرق بعض الوقت فقد اضطررت الى زيادة بعض الدقائق وصدقوني ليس سهلا أن تحرس اختبار تربية تشكيلية و40 متعلم.. انه ضرب من الجنون ..كان الأحرى بالادارة أن تفوج التلاميذ أو توكل مهمة الحراسة الى أستاذين اثنين ..المهم استمتعت بعملية الانشاء فقد رافقت مراحل انجاز ملصقة بيئية وبعض هذه الملصقات جميلة جدا تومض موهبة وبراعة و دهشة لدرجة أن بقية الملصقات تبدو كضفادع دميمة أمامها .

وانه لشيء مشوق رؤية ولادة عمل فني ذي مستوى احترافي بالرغم من كون الغواش التي يستعملها التلاميذ رديئة جدا ولا يتوقع منها انجاب عجائب كالتي رأيت في يومي هذا ...