جزائر العزة و الكرامة




حيث أنا ..خارج دائرة النور تماما.. لم يبق من جزائر العزة والكرامة ..الا رنين ذكرى حزينة ..هل كانت وردة مختلة عقليا لما غنت ما غنت ؟

ألم تسمع صراخ اليأس ..ينبعث من الجدران المهترئة ..حشرجة حي يموت.. ألم ترى ماساة شعب.. نصف أو ربع انتمائها له ؟مازال فقط اسم الجزائر ..القاسم المشترك بيننا ربما لو استطاعوا لتنصلوا منه ..ولقطعوا ذلك الخيط الذهبي الذي يجمعهم وايانا

نحن مواطنون من الدرجة الثانية عقوا العاشرة بعد الألف وهم وحدهم الدرجة الأولى نحن الغوغاء الشعب الغاشي وهم النخبة نخبتنا ..هاء هاء

تميزوا عنا في الماكل والمشرب والوظائف والمسكن والسيارات والعطل والأجر.. وحتى الهواء الذي يتنفسونه.. أشك أن يكون ربعه ثاني الأكسجين وأربعة أخماسه ثاني الأزوت ..من أقصد ؟ شرذمة اللصوص التي تحكمنا التي وضعت النير في اعناقنا واضطهدتنا واحتقرتنا !!

استحوذوا على أجمل ما في الجزائر : العزة والكرامة وما تبقى رموه لنا نتخاصم عليه ككلاب مجنونة جائعة ترى عظمة نخرة وليمة .

حيث نذهب قصب السبق لهم ، لدينا المؤهلات العلمية والمهنية ولديهم الدراهم التي تشري الضمائر النصف ميتة والربع ميتة والعشر ميتة .

يحصلون على الوظائف بمكالمة تلفونية وتحفى منا النعال
وتهترئ ..من الركض بلا جدوى ..وراء وظيفة أو عقد عمل أو حتى استخلاف .. كذابون هم ..منافقون هم ..محتالون هم ..لصوص هم.. في بدلات جميلة باهظة الثمن وسيارات فارهة .

ونحن مقاومون أعزة شرفاء.. في ثياب رثة.. قد يكون مصدرها الشيفون..نجري جري الوحوش دون أن نصل الى نهاية ..واذا ما اشترينا سيارة ..نظل العمر كله ندفع أقساطا غير مريحة ..من أجرة مريضة بالكساح.. ومصابة بالهزال الشديد .

المهابة والتقدير والاحترام والاكبار لهم و لنا دونهم الذل والاحتقار والجوع وأمراض الفقر من جرب وتيفوئيد وقمل وهلم جرا .

نحن نمر مرور الكرام لا يحفل بنا أحد لا يشير الينا احد بل لا يرانا أحد وتطلى جدران المباني والبيوت لهم اذا ما جاؤوا وتزرع الأشجار لهم في غير آوانها ويشذب ما لا يشذب لهم و حتى الصواري تزين بالأعلام الصغيرة

 

نحيا ونموت في الطوابيرأشباه بشر ولا بشر أما هم.. فيتمتعون بعرق الشعب ومال الشعب وحسرة الشعب وغباء الشعب واذا ما ماتوا تقام لهم سرادقات العزاء من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب .

يعيشون كالسلاطين ويموتون كذلك ، ولو أن كل من يسرق تقطع يده لكان تسعة اعشار مسؤولينا بلا أيدي .. هاء هاء .. لو أن كل المخالب تقص حين تمتد الينا بالأذى والاهانة والاذلال ما عجت الجزائر بالوحوش الكواسر في الادارات والمؤسسات العمومية والخاصة والمدارس ولما جلسنا كالعبيد وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا .

أحلم بيوم نكف فيه عن التأوه في صمت ونصرخ جماعيا من الطاسيلي الى جيجل الى أخر ذرة تراب في الجزائر
أحلم بيوم نرد فيه الصاع صاعين و لا نبق نقاسي أنواع السخرية والاحتقار منهم أحلم بيوم نتجاسر فيه ونقول لا لجميع صنوف الظلم من اي كان
أحلم بيوم يحاسب فيه المسؤول حسابا عسيرا حتى يظن أنه يوم التلاقي وما من تلاقي
أحلم بيوم لا أاسمع فيه هذه العبارة التي تصيب بالاكتئاب والعجز: " المدير يتمتع بجميع الصلاحيات "


هل أنا مختلة عقليا ؟
هل غنى عبدو درياسة " ارفع راسك يا با " عبثا ؟ هل جاءت " ارفع راسك يا با " من فراغ ؟هل هو أيضا مختل عقليا ؟هل كلنا مجانين ما عداهم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يسرنا