قصة قصيرة ابحار في " النت "


بقلم : فاطمة حمرالعين

دخلت الى ذلك الموقع من باب الفضول ليس الا ..
و تأكد فيما بعد أن من الفضول ما قتل أو أغرق في الكدر...

اعتادت كل ليلة بعد يوم مرهق من العمل في تلك البلدية النائية عن مركز المدينة ...أن تجلس أمام الحاسوب وتبحر بلا مجداف في عالم النت ..
جواز سفرها اهترأ مند قرن ولم تجدده ..لم تسنح لها الفرصة لذلك فتربية الدجاج لا تترك من الشهرية الا النزر اليسير ...وأحيانا كومة من الدين يسود لها خديها ووجهها... ملعونة الشهرية فهي لا تكفي حتى للكفاف ....وكيف تكفي ؟؟؟؟؟؟؟؟ وهي مصابة بالهزال المزمن و سوء التغدية وفقر الدم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لم تجدد جواز السفر لأنها كانت تسافر يوميا بلا تأشيرة ....ووجهتها المفضلة "كندا" لأن أغلب صديقاتها مقيمات هناك ...وهن من أصل وجنسية كندية .. أفضل بكثير من النسوة اللواتي يشتغلن معها ...واللاتي لا يتغير مدار حديثهن طول العام .. طبخ ..أولاد ..لباس وهلم جرا ...بينما صديقاتها الأجنبيات أوسع أفقا آلاف المرات فهن يتكلمن في التربية والنت والفن التشكيلي والسياسة ...

لكن ذلك اليوم قررت أن تبحر في اتجاه آخر بدأت بصورة طريفة لقرد يمزق بتلات زهرة ويتساءل ان كانت حبيبته تكن له نقس المشاعر الملتهبة ..صورة جعلتها تقهقه ..حتى القرد يفعل ذلك لكن سرعان ما وجدت صورا مرعبة لم تكن في الحسبان الأولى كانت لبرميل يضم جثة رجل مقتول كأن الذي أجهز عليه جزار محترف في تقطيع اللحم أشكال وأنواع ..شعرت بأحشائها تتمزق رغم أنها كانت تعرف أن الانسان الذي لا يخاف يوما عبوسا قمطريرا يمكن أن ينحدر الى أسفل الدرجات ويتفوق على الحيوان في الوحشية و الشراسة والفظاعة ومع ذلك دارت بها الدنيا ألف دورة ودورة يا لصدمة امرأة رقيقة المشاعر .. قاتل الرجل صب عليه بعد أن أرداه قتيلا جبسا أو اسمنتا .. ليخفي أو هكذا خيل اليه آثار الجريمة عن أعين الخلق وتوالت الصور التالية أسوء من سابقاتها ..تنكيل عباد الشيطان بأنفسهم ..بقايا فتاة كويتية التهم سمك القرش أكثرها ..الرأس والأطراف..رجل انشطر رأسه الى نصفين وهو بعد حي.. بيوض وديدان تسكن في مخ آخر ..وجود الدودة الشريطية في الأمعاء أمر مقبول ... وجود ديدان في الأمعاء كذلك أمر مقبول.. لكن أن تتخد الديدان وبيوضها من رأس الانسان سكنا فهذا ما جعلها تكاد تفقد صوابها ..اكتشفت انحطاط مريع لكائن فضله الله سبحانه وتعالى على كثير ممن خلق تفضيلا ..لم تتقيأ ولم تتوقف ...كأنها فقدت السيطرة على نفسها مثل سيارة تعطلت مكابحها في منحدر ما ..وما أثر فيها كثيرا ربما لأن ابنها البكر في سن العاشرة كانت صورة لفتاة في 13 من العمر أو أكثر قليلا تعرضت لحادث مريع بدراجتها الهوائية والرهيب أن محتويات الجسم المدهوس قد خرجت من مكانها حتى المستقيم خرج من دبرها سبحان الله .. حوقلت كثيرا ثم استغفرت كثيرا لكن دون أن تهمي لها دمعة .ماتت البنت بطريقة تجعل حجر بل جلمود صخر يهلوس ويصرخ فزعا واشمئزازا ..لم تتوقف ...نفد منها البنزين ومع ذلك أمضت ساعات طويلة مع تلك الصور وهي تقشعر من الغثيان والخوف وتركت الصلاة تفوتها فلم تصلي لا المغرب ولا العشاء وهي في في شغل فاكهة ..وبعد أن هدها التعب توضأت وصلت أحسن صلاة في ظلمات الليل .. خشوع تام ورهبة واستشعار لعظمة الله واستصغار للانسان الذي يحمل الخرء في أمعائه ويتكبر على خالقه ورسوله وأمثاله وربما على من هو خير منه

لسبب أو لآخرولما أوت الى فراشها لم تنم فقد أمضت الليل بطوله تطاردها تلك الصور الفظيعة شر مطاردة ولم يغمض لها جفن وكيف وهي ترى في الجدار وفي داخلها وأغوارها السحيقة بشر أسوء ملايين المرات من وحوش الغاب .. بشر في أبشع صورة وكأن الله لم يخلقهم في أحسن تقويم وفي الصباح قامت من مرقدها شاحبة اللون مريضة وذهبت الى العمل في أسوء حال .. سفرها تلك الليلة قادها الى أرض محرمة ومن يدخل الأرض المحرمة لا بد وأن يدفع الثمن على الأقل من صحته وبعد ذلك ظهرت عليها علامات المرض والتعب أياما طويلة حتى ظنت أنها ستفقد عقلها وقصت لزوجها ما حدث لها فنهرها وعلم أن تأثير المشاهدة السلبية لتلك الفظاعات قد ظهر عليها متأخرا وعانت أسرتها الصغيرة الأمرين لمدة فاقت المتوقع وزادت عليه ومضى نصف الشهر وهي مريضة تشكو مر الشكوى من وجع فظيع في رأسها لم تفلح أقراص البنادول أو الدوليبران في القضاء عليه ومع ذلك كانت تسافر عبر النت لكن هذه المرة لأماكن لائقة ومناسبة وخالية من الفظاعات بل أصبحت تخاف من كلمة صورة وحتى في التلفاز أضحت تتجنب أفلام الرعب.. هي التي كانت تجدها ممتعة من قبل ..سبحان مغير الأحوال .