الصرخة



الصرخة رسم

ذهب " ادفار مونك " وترك رائعته الصرخة تصفع البشرية المنافقة بصوت مرتفع ..كطائر ذبيح مازالت حشرجتها تصم الحجر ...آلاف المناظر الطبيعية تضمحل وتتلاشى قدامها مند عشرات السنين...حتى مناظر سيسلي لم تقوى على الصمود في وجه Le cri .
مند نعومة أظافري وأنا أسيرة ذياك الألم الذي ثقب اللوحة واستقر مدويا في سمعي ..حتى أنساني بتلات الورد الأبيض..
الصرخة لوحة ادفارد مونك
وهذه صرخة أخرى تعوي في أجواز الفضاء ...صرخة عملاقة ليس لها نهاية ولا جذور....وهي لفنان آخر" 
جون بول هوب " أكثر حداثة ووضوحا ولكن شيء ما يجعلني أقارن بين الصرختين وأميل الى الأقدم منهما ..الى أقلهما وضوحا وواقعية وبالتالي لأكثرهما صمودا في وجه الزمن الأرعن ..

أنا صرختي تموت في حلقي دودة منتنة ...لم أستطع أن ألفظها كما فعل ادفارد أو جون ... في يوم ما علي أن أرسمها حتى أتخلص من حملها الثقيل ...عيل صبري منها ....لكن في مجتمع منافق ومريض بالمظاهرالزائفة ..جميع صرخاتنا تنتن في أغوارنا السحيقة بلا أمل في ميلاد فني يخلدها بكل ما فيها من سواد و انسانية تعيسة