مخدر قوي جدا اسمه ..

بدأ ت سحابة مخدر الكرة تنجلي عن الأمزجة وأخد ناقوس الخطر يدق في المؤسسات التعليمية بقوة لا تفتأ تزيد لكن بعد فوات الفوات:
عامنا هذا حطمت المدارس في الجزائر رقما قياسيا في عدد الغيابات بسبب كأس افريقيا وهي غيابات ستضر حتما بحسن سير العملية التربوية
لم تبدأ الدراسة الى غاية شهر جانفي في بعض الجامعات وكأن جامعاتنا تؤمن بـ"كل عطلة فيها خير"
لقد ضحينا بالنفيس من أجل ماتش كرة فماذا كانت النتيجة؟ 

لقد خسرنا الأحلام الجميلة بالتتويج واللعب في الدور النهائي ولم نأتي في المرتبة الثالثة بل جئنا في المرتبة الرابعة ومنافسنا الذي ناصبناه العداء استحود على كأس الكان 

والأسوء من ذلك نتائج التلاميد جاءت كارثية ..كحتمية لا مفر منها فلم تترك الكرة للتلميذ  مجالا للدراسة لقد شغلته أخبار المنتخب الوطني والماجيك وزياني ويبدة عن التعلم والجد والعمل وحتى عن حضور بعض الحصص التعلمية من أجل مشاهدة المقابلة مع مالاوي ثم مع مالي فالكوت ديفوار فمصر فنيجيريا فاستقبال أسود الصحراء غب عودتهم من أنغولا ...

جميل أن تشغل الكرة بال البطالين على الأقل تنسيهم شبح البطالة لكن أن تستحود على تفكير المتمدرسين في جميع أطوار التعليم دون استثاء فهذا مرفوض رفضا باتا لأن الشيئ اذا زاد عن حده انقلب للأسف الى ضده ..
خلال الفترة العصيبة الفائتة كان الحضور في المدارس والجامعات رمزيا لأن العقل والقلب في بانغيلا وبقية مدن أنغولا
نقضي بعض وقتنا في المدارس مند مدة في تعنيف التلاميذ على الاهتمام المفرط وغير صحي بالكرة على حساب العمل والآن نلعب دور الطبيب النفسي ونحاول أن نخفف عنهم آثار الهزيمة ...
يحز في نفسي كثيرا هذا المآل ..كان الأحرى بنا أن نجند هاته النفوس المتعطشة للنصر والظهور فيما يعود عليها بالفائدة لكننا لم نتخد أي اجراءات رادعة لنحول بينها وبين هلاك سعت اليه بالحاح.
ما فعلته الكرة في شهور قليلة من تجنيد وتعبئة فشل العدوان الاسرائيلي عن فعله...فليتنا نحاول فهم جذور المشكلة حتى يتسنى لنا تفادي هذا العبث مستقبلا ..