خاطرة نابغة لكن فقيرة


مجالي التربية ...وما أعاينه يوميا في هذا المجال يدعو الى البكاء المر والندب ...طيلة قرن من الزمان أو أزيد ...العام الماضي كانت لدي تلميذة غاية في الذكاء ...تتوقد كانها شعلة من نار مقدسة ... جمة الأدب ...وكانت فخر المتوسطة وكوكبها الدري... وما في المتوسطة من حجر وشجر وورد وتلاميذ وحتى أعوان الصيانة والأمن الا ويشهد لها بالعلم والأدب معا ...وأيضا من لا يعرف في المتوسطة اياها بما فيها من بشر وعصافير وطبشور حالتها الاجتماعية المزرية ..فقرها المدقع ...هي اليتيمة الأب التي تسكن في كوخ قصديري على شاطئ البحر ...قصدير يجلدها صيفا بسياط اللهب وشتاءا بوابل المطر .. لم تشتكي يوما ولم تذرف دمعة كأن الألم أخرس فيها العويل ...فتراها ساكنة خجولة ...روحا حزينة لا يربطها بعالمنا الا تحصيل العلم ...لكم وددت لو ان الأيدي امتدت اليها بالعطاء والحنان معا ...لكم وددت لو تكرم طالبة العلم هذه بسكن يوفر لها المناخ المناسب للتحصيل والدراسة ...لكم وددت لكن وحدي... فلا أيدي امتدت ولا يحزنون.. في وطني لا نهتم باليتيم والمسكين وانما بالتفاخر والرياء والتنابز بالألقاب ..
اليوم جاءت امراة الى المتوسطة في خف من نايلون ...نظرت الينا كنت حينها برفقة أحد ما...مازالت صغيرة في السن ...أم شابة ...حتما لم اعرفها لكن وجهها لم لماذا نأتي في آخر الركب ...لمه ننفق ببدخ على حفلات الرقص والولائم وهز البطن ...ولا نقصد طالب علم فقير ...نحمل عنه أعباء المادة وندعه يتفرغ للمعرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وحتى هذه الثانية لم أجد لسؤالي هذا جواب ....ولست ارى في جزائر العزة والكرامة غير خف وردي ...في قدمي ارملة ...أنجبت علما يشرى بالدراهم في اصقاع أخرى ...خف وردي من النايلون في حكم عبد القادر ....كوخ قصديري في عهدة عبد القادر....