حصل في بكالوريا 2008




الأيام الماضية كنت منشغلة جدا بحراسة امتحان شهادة البكالوريا في متقن من متاقن مدينتي وقد دام هذا الامتحان المصيري 5 أيام كاملة ..كل عام أحرس الشعب الصعبة التي تثير الحنق والغضب وترفع الضغط وتمنحك السكري بالمجان..من الغريب أنه خلال مسيرة الحراسة لم أصادف يوما في طريقى شعبة الأدب ياللأسف ..دائما الصناعة اللعينة والممتحنين الذين يريدون النجاح بأي وسيلة كانت ..المهم عندهم النجاح أي الغاية تبرر الوسيلة وان تطور الأمر الى الضرب.
والحقيقة أن الحراسة هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي..ربما لأن رئيس المركز وهو مدير متوسطة أكثر جدية من غيره وأحسن تحملا للمسؤولية ممن سبق أن عرفتهم ..ورغم تعرضنا لمضايقات من طرف الممتحنين خصوصا طلبة الصناعة الميكانيكية والكيمياء والأشغال فان تقييمي لبكالوريا
2008 لا يتعدى فوق الوسط 2008 وفي هذا المقطع المقتطف من جريدة الشروق بعض مما عشته خلال هذه الأيام الحاسمة ولن أنسى أبدا على الأقل حاليا.... ما فعلته فتاتان في مادة الفرنسية شعبة أشغال من محاولة الغش بكل الطرق جهرا وسرا

أكثر من نصف مليون مترشح تقدم لإمتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2008، منهم من غاب وآخرون انسحبوا، ومنهم أيضا من رمته تكلفة إنتحال الشخصية خلف أسوار السجون، ومنهم من توترت حالته النفسية فحاول الإنتحار، وآخرون تحرشوا بالأساتذة الحراس فوجدوا أنفسهم متابعين قضائيا، ومنهم أيضا.. وللأسف هناك من توفي بسكتة قلبية وشيعت جنازنه أمس الأربعاء..

  • *الحراسة المشددة أدت إلى انسحاب أكثر من 5000 مترشح حسب أرقام أولية
  • * إحالة مترشحين إلى السجن وآخرين إلى المستشفى وواحد شيعت جنازته


  • بداية أول أيام امتحانات شهادة البكالوريا بمادة الأدب العربي وطرح موضوعين اختياريين كانا سهلين لكافة المترشحين من النظام الجديد والقديم وهو ما استحسنه التلاميذ وكان بالنسبة لهم بمثابة انطلاقة موفقة، ليدخل في مساء اليوم الأول أغلب المترشحين الى امتحان مادة اللغة الإنجليزية
  • حيث قدمت للطلبة ورقة مزدوجة تحمل موضوعين اختياريين فقام بعض الطلبة بطي الورقة مما نتج عنه إجابتهم على شطر من الأسئلة لا يخص الموضوع الذي تم اختياره،(حصل فعلا في المركز الذي حرست فيه ) مما جعل الكثيرين، يلوم وزارة التربية الوطنية على طباعة الامتحان بترقيم خاطئ، وهي الضجة التي كانت وراء تسجيل إغماءات وسط بعض المترشحين، لتؤكد وزارة التربية في ثاني يوم لها أنه لا وجود لخطإ في طباعة الأسئلة، ومع ذلك أكدت الوزارة على لسان أبو بكر بن بوزيد أن إجابات الطلبة ستؤخذ بعين الإعتبار

  • غيابات بالجملة.. وعدد المنسحبين فاق5000

  • ما يحسب لبكالوريا دورة جوان 2008 هو الإجراءات المشددة في الحراسة والتي استدعت هذه المرة تواجد أكثر من 06 حراس داخل القاعة الواحدة (عندنا أقصى حد للحراس 4 وفي الحالات الصعبة فقط ) مع وجود حراس لحراسة الحراس وهو الإجراء الذي انعكس على مردود بعض المترشحين ممن انسحبوا بعد اليوم الأول، بحيث سجلت عدة ولايات، غيابات في صفوف المترشحين فاقت في ولاية الأغواط 400 مترشح حسب ما أفادنا به مراسل "الشروق اليومي" من مديرية التربية(عدد الغيابات في المتقن قليل جدا
  • وفي ولاية الجلفة لوحدها انسحب 2385 مترشح بعد ثلاثة أيام من انطلاق الإمتحان، وأغلبهم من الأحرار ممن ضايقتهم الحراسة المشددة، وفي ولاية بسكرة انسحب أكثر من 287 مترشح حر بعد اليوم الأول، هذا وتحصي مختلف مديريات التربية عبر الوطن عدد الغائبين عن شهادة البكالوريا وعدد المنسحبين، ويبدو أن القائمة ستصل لهذه الدورة الى 10 آلاف تلميذ.

  • حراسة مشددة .. وتفتيش ""بوليسي" "للمترشحين

  • وصل الأمر بالحراسة المشددة إلى أن وجد ثلاثة مترشحين أنفسهم في قاعة واحدة بولاية بسكرة تحت حراسة 3 حراس( حصل أن حرست مع 2 أخريين 4 مترشحين فقط )، وفق ما أفادنا به مراسلنا، كما شكلت إجراءات وزارة التربية والتي استدعت وضع حراس لحراسة الحراس، والزيادات المعتبرة التي ينتظرها الحراس تشديدا صارما في الرقابة والحراسة أدى إلى خلق جو رهيب لدى المترشحين، ممن استغربوا طريقة تفتيشهم، على أنها تشبه عمل الشرطة في تفتيش المجرمين، وصل الأمر إلى درجة إجبار بعض الطالبات على رفع الخمار للتأكد من عدم وجود (كيت مان) (لم يحصل هذا التفتيش عندنا)، واشتكى العديد من أولياء التلاميذ من هذه الإجراءات التي أدت إلى تخوف التلاميذ وزرع القلق في نفسيتهم مما أثر سلبا على الإجابة
  • (البلوتوث) يخترق قاعات الإمتحان وحجز كميات من ""الحروز""
  • وبالرغم من الحراسة المشددة تمكن الكثير من الطلبة من استعمال وابتكار أساليب جديدة في قاموس الغش، كان أكثرها حسب تقارير مراسلينا إدخال أجهزة (آم بي3) واستعمال (الكيت مان) في أجهزة الهواتف المحمولة، وأغلبهم من الجنس اللطيف ومن المتحجبات، حيث تم إقصاء مترشحة في ولاية برج بوعريريج في اليوم الأول من امتحانات البكالوريا ونفس الشيء في بسكرة، باتنة، العاصمة
  • واغلب الذين تم إقصاؤهم من امتحانات شهادة البكالوريا لمدة خمس سنوات، ضبطوا وهم يغشون بأجهزة الهواتف النقالة، وآخرون ممن فضلوا إبقاء أجهزتهم خارجا والدخول إلى القاعة، اكتشفوا أن حقائبهم تعرضت للسرقة، حيث استغل البعض تواجد كم هائل من الحقائب خارج القاعة، وأخذ حقائب زملائه، مما جعل مصالح الأمن تستقبل عشرات الشكاوى في هذا الخصوص، هذا وقد سجل أحد المراكز في ولاية البويرة ضبط كميات من الحروز استقدمها التلاميذ لحل طلاسم الأسئلة الصعبة

  • محاولات انتحار.. و إحالة مترشحين إلى السجن

  • وسجلت أيضا حالتا انتحار إحداهما في ولاية عنابة والتي اهتزت لها الأسرة التربوية بعد إقدام احد التلاميذ ممن ضبط وهو يغش ومحاولة الأستاذ الحارس نزع ورقته مما جعله يقوم بكسر زجاج النافذة وقطع شرايين يده اليسرى، نقل إثرها إلى المستشفى، وحالة أخرى قام بها أحد المترشحين في ولاية الشلف بتناول "روح الملح" بعد عودته إلى البيت ونقل على إثرها إلى المستشفى.
  • وموازاة مع حالات الغش، وصل الأمر إلى غاية انتحال الشخصية، حيث أودع وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية بالجلفة طالبا حرا، وآخر يدرس بالجامعة الحبس المؤقت بتهمة التزوير واستعمال المزور في محاولة لإنتحال الشخصية، ومن المواقف المؤثرة نقل طالب مترشح إلى المستشفى في منطقة المنيعة لإجراء عملية جراحية مساء أول أمس على وجه السرعة بعد إصابته بآلام حادة وخضع الطالب لعملية جراحية ناجحة لاستئصال الزائدة الدودية، عاد بعدها في اليوم الموالي الأربعاء لمواصلة امتحانه.
  • وقد تعرض عدد من الحراس للضرب والتهديد من المترشحين بسبب تشديدهم في الحراسة، كما قام ولي لإحدى المترشحات بولاية البويرة بكسر باب إحدى الأستاذات بعدما كشفت أمرها وهي في محاولة غش، مما استدعى بمديرية التربية إلى رفع دعوى قضائية ضدها.
على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة ولا تترك الحراس وحدهم يدفعون ثمن أخطاء الأخرين وياحبدا لو يعاقب في حينه كل ممتحن يثبت في حقه الغش وكل رئيس مركز لا يستعمل الصلاحيات المخولة له في حق من غش أو هدد في حرم المركز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يسرنا